كيف تصبح معلماً مبدعاً؟

إلى متى ستبقى مدرساً؟ هل أثار السؤال فضولك؟
يجب أن نعترف أن المدرّس تغيّرت أدواته!! أجل، تغيّرت، كما تغيّرت أدوات نسج القطن والصوف! وكما تغيّرت وسائل السفر والوصول.
نعم، حري بنا أن نقرّ بأن طرق التدريس ومهارات التفكير تطورت، وتحوّلت من التقليد والتلقين إلى التحليل والتجربة والتطبيق والإبداع!

لهذا لم يعد هناك فائدة من التدريس التقليدي!
ولنبقى متفقين على أن الإبداع والتفكير الإبداعي لا يمكن للمرء اكتسابه من خلال الجلوس في محاضرة والاستماع لها فقط، لابد أن نؤكّد معاً أن الإبداع  بحاجة لبيئة حاضنة له، ومناسبة لتطبيقه، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الكثير من أمانينا وأحلامنا يمكن تحقيقها بإذن الله تعالى، وأنه لابدّ من نسيان وتجاوز بعض القواعد، وتجاهل ما تعلمه الطالب بشكل تقليدي (ببّغاويّ)!

وحتى يكون المعلم مبدعاً داخل حجرته الصفية وملهماً لطلابه بشكل غير مباشر فيجب أن يمتلك هو تفكيراً إبداعياً ليُغيّر به من (الروتين) التقليدي المبني على التعب والعمل الشاق والحفظ الغير بنّاء ويحوّل ذلك إلى تدريس إبداعي ثابت في العملية التعليمية.

 

أمّا الحجرة الصفية فهي الأيقونة المثالية التي يمكن من خلالها تعزيز الإبداع، وصقله، وهذا ما أشار إليه (بنجامين بلوم) عندما صنّف الإبداع في سقف هرم بلوم المعرفي، وعدّه من أصعب المهارات، ومن البدهي للطالب أن يستخدم جل المهارات في الهرم ليصل إلى قمته أو إلى الإبداع!

 

ومن المؤكد أيضاً أن هذا الأمر لن يكون في ليلة وضحاها، بل يحتاج تخصيص وقت في برنامج العمل الدراسي، وربما لن تكون النتائج مذهلة بداية ، إلاّ أنه طريقة مثلى في إعداد شخص أو قائدٍ مستعد في مقعد القيادة للانطلاق في هذه الحياة والتحرّك فيها بأمان واستقرار وتقدّم!

 
كيف تصبح معلماً مبدعاً؟

 

وهذا ما يسعى له التعليم الحالي، بل هذا ما ينشده ديننا الحنيف في التفكّر والتأمل والتنفيذ بعزم، ناهيك على أن طلابنا الحاليين قد يعملون في المستقبل بوظائف غير موجودة حالياً على أرض الواقع،  فما سيكون في المستقبل قد يكون أبعد من خيالنا، لذا من المهم والواجب تطوير مهارات الطلاب الحياتية؛ كالتفكير الإبداعي والنقدي ومهارة حل المشكلات وغيرها…ونقصد بذلك إعدادهم لمستقبلهم ولحياة أفضل، وهذا هو الهدف الأسمى للتعليم في كل مراحه، وقد أشار بذلك (ديفيد وارليك) رائد تكنولوجيا التعليم بقوله:

“يجب أن نعدّ الطلاب لمستقبل لا يمكننا وصفه أو التنبؤ به”

إذاً علينا خلق بيئة تعليمية مرنة ومُرحبّة بفكرة الإبداع التي تحتاج للمغامرة والمجازفة، وهنا يكون دور المعلم المبدع في تبني هذا النهج ودعمه بابتكار طرقٍ جديدة، وممارسة أساليب تعليمية متنوعة في المواد الدراسية والأنشطة والمهام والمشروعات؛ ليتمكن من إيقاد فتيل الإبداع في نفوس طلابه، ولعلّ من بين أفضل الأنشطة الفكرية التي تنمي وتطور من مستوى التفكير الإبداعي لديهم:

  •  خلق جلسات للعصف الذهني.

  •  فتح المجال لهم بالنقاش من خلال”طرح الأسئلة المفتوحة” فذلك يشعر الطالب بعدم القلق والتوتر.

  •  إضافة مجموعة من الكلمات التشجيعية الإبداعية في سياق الكلام، وأثناء التخاطب معهم لتطوير البيئة الصفيّة مثل “أبدع، صمم، ابتكر، أنشئ، تخيّل، افترض…”فاستخدام مثل تلك المصطلحات يساعد على تعزيز التفكير الإبداعي داخل العقل الباطن لدى الطالب.

  •  الحرص على عمل مشاريع جماعية، رأيان أفضل من واحد، فجلوسك داخل غرفة تضم العديد من  الآراء والأفكار المختلفة لحل مشكلة، ومناقشة موضوع ما يلهم ويحفّز ويضفي طاقة إيجابية تعاونية.

  •  التشجيع المستمر على تجربة حلول وطرق مختلفة في حل المشكلات، و تبني مفهوم التفكير المرن، لدوره المهم في تحفيز الإبداع.

  •  استخدام التلعيب لتشجيع المشاركة، وكسر الجمود في بعض كثير من الفصول الدراسية ، كما يمكنك أن  تضيف لمساتك الإبداعية عبر جعبة من التطبيقات والبرامج التكنولوجية التي تسمح للطلبة باستكشاف إبداعهم بطرق ملائمة.

  •  دعوة بعض رواد الأعمال والمبتكرين إلى داخل الصف باستخدام برامج التكنولوجيا لضرب أمثلة عملية ولرؤية الواقع ماثلا أمامهم ومحفّزا لهم!

  • ويمكن أن تُطرح كل مادة تعليمية بطريقة مبدعة على أن الأسلوب هو العامل الأهم بذلك.

  • مناقشة المفاهيم الخاطئة والمتعلقة بالإبداع، لاسيما كون الإبداع محصورا في خندق محدد، وأنه بحاجة لأشخاص أذكياء فقط وما شابه ذلك.

  • محاولة وضع مهام وواجبات دراسية فردية او مجموعات مشابهة تعطي الطلاب حلولا لبعض نقاط الضعف وارتقاء في مستوياتهم.

  • وضع عبارات واقتباسات محفزة في بداية كل حصة دراسية على اللائحة الصفية أو في المجلات والفصول الرقمية لتكون شعاعاً إيجابياً كل مرّ عليه الطلبة!

 

 

عزيزي المعلم إن استخدام أصول التعليم التقليدي من ناحية الاختبار المعياري هو أحد مقاييس الأداء المهمة، إلاّ أن الجيل المستقبلي بحاجة لأكثر من ذلك بكثير؛ للتكيف والتزامن مع هذه الثورة التكنولوجية الرقمية، ومع المناخ الذي سيعملون ويطورون به.
ولكي يطلق عليك مصطلح “المعلم المبدع” فأنت مطالب بتنمية مهنتك في هذه الرحلة التي لا نهاية لها، من خلال البحث عن أفكار جديدة واستراتيجيات تدريس مبتكرة، والمشاركة في الدورات المستجدة، والاطلاع على الأبحاث الأخيرة، كما بات لزاما تطوير خبراتك التكنولوجية ، لتكون خير قدوة للطلبة من محورين أساسين؛ الأول تخصصك بأساليب إبداعية، والثاني أدواتك التقنية والتكنولوجية المزامنة للواقع ، والتي تجعل طلابك يرون فيك معلما وملهما وفارساً حقيقيا في هذا الميدان، مما يؤثر إيجابا على طلبتك، ويضيء شعلة الإلهام في فصولك الدرسية نحو صناعة الإبداع!

تابعونا في المقالات والمنشورات القادمة!

 

إعداد المقالة:

الأستاذ المدرّب : محمد السيد عمر – المهندسة الكاتبة: مها مشو

 

 

-اطلب استشارتك الآن بالتواصل بشكل مباشر مع المستشار التعليمي التكنولوجي اضغط هنا

 الأستاذ المدّرب: محمد السيد عمر

 “مدّرب في تكنولوجيا التعليم-معلم متقدم معتمد من جوجل”

 

-لنتمكن بإذن الله تعالى من مساعدتك وتقديم الحلول المناسبة لك وذلك ضمن المجالات التالية:

  • تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

  • تكنولوجيا التعليم.

  • التكنولوجيا التربوية.

  • التصميم التعليمي.

  • التفكير النقدي والإبداعي.

  • بناء وتصميم مواقع عبر الإنترنت.

  • إنشاء أكاديميات افتراضية وإضافة طرق الدفع الإلكتروني إليها

 

لا تتردد بالتواصل معنا .. نحن هنا لمساعدتك وتقديم مانملكه من خبرة وعلم بفضل الله تعالى.

لطلب الاستشارة اضغط هنا

 

 

–نتشرف بمتابعتكم لنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بأكاديمية الكفاءة: