- DR.muhammed seyyid omer
- Posted on
- No Comments
إنّ المتأمل في تراثنا اللغوي ليلمس أن اللغويين القدامى الذين كان لهم الفضل في وضع القواعد النحويّة، كانوا يرمون إلى هدفين أساسيين في وضعهم لتلك القواعد، الهدف الأول: تأصيلي يرمي إلى تأصيل الأنماط اللغويّة التي تخدم القرآن الكريم.
فبعد أن اتسعت رقعة الدولة الإسلامية ودخلت الأقوام الأعجمية إلى الدين الإسلامي، واختلط هؤلاء الأعاجم بالعرب، وأخذت العُجْمة طريقها إلى لغتهم كنتيجة حتمية لذلك الاختلاط، كان لا بدّ لهم من أن يضعوا مرجعاً يُرجع إليه، يبقى هذا المرجع إطاراً حافظاً للغة وقواعدها، وسياجاً حامياً لها من التأثيرات الأجنبية، من خلال توصيف الظاهرة اللغوية، والوقوف على حقيقتها بتسجيل قواعدها.
ولكي يحفظوا هذه اللغة من كلّ تأثير، جعلوا لها أيضاً سياجاً وإطاراً زمنيا وهو ما سُميَ (بعصر الاحتجاج ) اللغويّ.
وعصر الاحتجاج يبدأ من العصر الجاهلي قبل بعثة النبي ﷺ بمئة وخمسين عاما، متمثلاً بما خلّفه العرب من شعرٍ ونثر ( أمثال وخطب)، وحتى سنة مئة وخمسين هجرية، أي ما تضمنّه القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف الذي رُوي لفظاً ومعنىً، وأشعار العرب وأمثالهم وخطبهم.
ولم يكتفوا بالإطار الزماني، بل وضعوا إطاراً مكانياً تمثّل في القبائل التي احتجّوا بلغاتها مراعين مدى قربها من لغة القرآن الكريم، ” إذ لم يؤخذ عن حضريّ قطّ، ولا عن سكان البراري ممن كان يسكن أطراف بلادهم التي تجاور سائر الأمم الذين حولهم”.[1]
وكان الهدف من ذلك كله الحفاظ على اللغة العربية من اللحن الذي فشا عند الأقوام التي دخلت الإسلام.
والهدف الثاني: تعليميّ، يرمي إلى تعليم تلك الأنماط اللغويّة التي تمكّن النّاس، من تعلّم لغة القرآن الكريم، وأن يجمعوا المتكلمين بالعربية على لغة واحدة هي لغة القرآن الكريم وما وافقها من كلام القبائل التي يحتجّ بها، وعدّوا ما خرج عنها شاذا أو مهجورا.
وسارت الدراسات النحوية الأولى في اتجاهين:
الأول: تعمّق في دراسة فقه النحو ودقائقه وفلسفته، وانصرف هذا النوع من الدراسة إلى البحث في شاذ النحو ونادره حتى طفا على سطحه الغموض بسبب إغراقه في الجزئيات، وأصبح علماً معقداً، وأثَّرت المدارس الفكرية للفرق الإسلامية على الدراسات النحوية، ذلك أنَّ كلَّ فرقة تريد أن تجد لها مُستنداً من القرآن الكريم ومن كلام النبي (ﷺ) يؤيد فكرتها ومذهبها. وهذا الاتجاه هو السبب الرئيسي في تقعيد النحو وما خالطه من صعوبات التعقيد والغموض.[2]
الثاني: ويتمثل بما وضعه علماء النحو وأئمته، من أجل هدف رئيسي وهو تقويم اللسان، والمحافظة على لغة القرآن الكريم، وتسهيل القواعد؛ ليتسنى للداخلين الجدد إلى الدين الإسلامي من الأقوام غير العربية فهم القرآن وأداء باللغة العربية.
تابعونا في المقالات والمنشورات القادمة!
إعداد المقالة:
الدكتور: عبد الجبار محمد كاظم
المراجع:
[1] . الاقتراح في علم أصول النحو، السيوطي، تحقيق:محمد حسن الشافعي، دار الكتب العلمية- بيروت، 1998، ط،1، ص33.
[2] .تيسير العربية بين القديم والحديث، عبد الكريم خليفة، مجمع اللغة العربية الأردني، 1986م، ط1، ص35 – 37.
-اطلب استشارتك الآن بالتواصل بشكل مباشر مع المستشار التعليمي التكنولوجي اضغط هنا
الأستاذ المدّرب: محمد السيد عمر
“مدّرب في تكنولوجيا التعليم-معلم متقدم معتمد من جوجل”
-لنتمكن بإذن الله تعالى من مساعدتك وتقديم الحلول المناسبة لك وذلك ضمن المجالات التالية:
تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
تكنولوجيا التعليم.
التكنولوجيا التربوية.
التصميم التعليمي.
التفكير النقدي والإبداعي.
بناء وتصميم مواقع عبر الإنترنت.
إنشاء أكاديميات افتراضية وإضافة طرق الدفع الإلكتروني إليها
لا تتردد بالتواصل معنا .. نحن هنا لمساعدتك وتقديم مانملكه من خبرة وعلم بفضل الله تعالى.
لطلب الاستشارة اضغط هنا
–نتشرف بمتابعتكم لنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بأكاديمية الكفاءة: